Advertisement
  1. Business
  2. Productivity

كيف تحافظ على تركيز شديد الحدة في عصر الإنترنت

Scroll to top
Read Time: 10 min
This post is part of a series called Build Your Own Productivity System .
How to Keep Productivity Simple

() translation by (you can also view the original English article)

يعيد الإنترنت تشكيل عقولنا ويلحق الضرر بانتباهنا وفقاً لما يقوله الصحفي نيكولاس كار؛ حيث يشرح في مقالته البارزة "هل يجعلنا جوجل أغبياء؟" التي كتبها عام 2008 (لها صفحة خاصة في موسوعة ويكيبيديا) كيف يشتت الإنترنت انتباهنا ويقلل من قدرتنا على التركيز. ويقتبس كار ما يقوله المدون الطبي بروس فريدمان:

أكاد أفقد حالياً قدرتي على قراءة واستيعاب المقالات الطويلة، سواء كانت منشورة على شبكة الإنترنت أو مطبوعة.

وتدعم الأبحاث هذا الادعاء؛ حيث وجدت دراسة أجراها جاكوب نيلسن، المستشار المتخصص في قابلية استخدام الويب، أنّه كلما زاد طول صفحة الويب، زاد عدد من يتعجّل في قراءتها. كما أنّ القارئ العادي لا يقرأ أكثر من نصف ما هو مكتوب في الصفحات التي تحتوي على ما لا يزيد عن 100 كلمة.

وفي الوقت نفسه، قدّمت هيئة الإذاعة البريطانية BBC تقريراً عن دراسة أُجرِيت عام 2002 تدّعي أنّ تصفح شبكة الإنترنت يمكن أن يقلّص فترات الانتباه إلى تسع ثوانٍ، كما تستشهد المقالة نفسها بما تقوله الطبيبة النفسية بام بريغز (Pam Briggs) التي تدّعي أنّ البريد الإلكتروني يمكن أن يسبب العديد من مشاكل الانتباه مثله مثل تصفح شبكة الإنترنت؛ حيث تقول بريغز:

لرسائل البريد الإلكتروني قوة جذب؛ فأنت لا تستطيع تجاهل التنبيه الذي يصدره حاسوبك ليبلغك بأنّك تلقيت رسالة جديدة حتى لو كنت تعمل على مهمة هامة.

قد تبدو فترة الانتباه التي تمتد لتسع ثوانٍ قصيرة مقارنة بعام 2002، ولكنّها أصبحت الشيء الطبيعي، ففي هذه الأيام يبلغ متوسط فترة انتباه الإنسان 8 ثوانٍ فقط والتي تعتبر حسب بعض التقديرات أقل من فترة انتباه سمكة ذهبية.

إذا قارنّا فترات الانتباه الحالية ببداية هذا القرن سنجد أنّ فترة انتباه الشخص العادي كانت تصل إلى 20 دقيقة - حيث كانت تزداد بمعدل دقيقة في كل عام من حياته حتى يبلغ سن العشرين.

ويمكن القول أنّه منذ كتابة مقالة كار وتلك الدراسات المتعلقة بالانتباه أصبح الإنترنت أكثر تشتيتاً للانتباه؛ فلم تعد مصادر إلهاء عقولنا تقتصر على البريد الإلكتروني والتصفح اللامحدود، بل أصبحت تشمل مواقع الفيسبوك وتويتر وريديت وبنترست.

هذا كله جيد جداً، ولكن هل لها في الواقع أثر سلبي على سير عملنا؟ ألا تعني كفاءات الإنترنت أننا ننجز أعمالاً أكثر في وقت أقل، وبالتالي تصبح الكفتان متعادلتين؟

قامت أستاذة الحوسبة الاجتماعية غلوريا مارك (Gloria Mark) في عام 2004 باستكشاف أثر التشتتات المستمرة على سير عملنا، فلاحظت أنّ محاولة القيام بـِ 30 شيئاً في آنٍ واحد قد أثرت سلباً على إنتاجيتها، وأرادت معرفة ما إذا حدثت النتيجة نفسها للأشخاص الآخرين.

وقامت الأستاذة مارك بإقناع شركتين للتقنيات المتقدمة بالسماح لفريقها بالدخول إلى  مكاتبهما، وراقبت مع فريقها كيف يعمل الموظفون، وأحاطوا علماً بالطريقة التي تؤثر بها المشتتات على سير العمل على وجه الخصوص.

وقد كانت النتائج على حد قول مارك "أسوأ بكثير مما كانت تتخيله."

لقد قضى موظفو المكاتب في المتوسط 11 دقيقة في العمل على مشروع ما قبل أن ينقطعوا عنه، واستغرقوا بعد ذلك ما معدله 25 دقيقة للعودة إلى المهمة الأصلية، وهذا يعني أنّ الوقت الذي يقضونه في الأمور التي تشتت انتباههم أكثر من ضعف الوقت الذي يقضونه في العمل الفعلي.

ما معنى ذلك بالنسبة لنا؟ معنى ذلك أنّ "الدقيقتين" اللتين نسمح فيهما لأنفسنا بالدخول إلى حساب الفيسبوك أو تفحّص رسائل بريدنا الإلكتروني ليستا أبداً مجرد دقيقتين، فعندما نستجيب لمصادر الإلهاء نحن بذلك نحرف سير عملنا عن المسار.

حياتنا غارقة في ملهيات مستمرة، وأصبح تشتت الانتباه بالنسبة للكثيرين منا جزءاً لا يتجزأ من أسلوب حياتنا؛ فنحن لا يمكننا تصور تجاهل تنبيهات البريد الإلكتروني أو تحديثات وسائل التواصل الاجتماعي بمجرد أن نتلقاها.

هل هناك أمل في التخلص من هذه المشكلة؟

هناك خبر سار: تركيز الانتباه يعتبر مهارة، وهو سلوك مكتسب يمكن تعلمه. نعلم ذلك لأنّ فترات الانتباه كانت تدوم لمدة أطول. إنّ تعلم تركيز الانتباه سيعني "إعادة توصيل" شبكة الخلايا العصبية في الدماغ، وسوف يتطلب الأمر تفانياً في التدريب، ولكنّه ليس مستحيلاً.

دعونا نلقي نظرة على تقنية يمكنكم استخدامها لاستعادة الانتباه، فقد حان الوقت لاسترجاع مركزنا في بطولة فترة الانتباه الأطول والتقدم على السمكة الذهبية.

ما علاقة الطماطم والمراهنة بالتركيز؟

لكي نجد حلّاً لاسترجاع انتباهنا سنعود لفترة الثمانينيات من القرن العشرين قبل أن يسود الإنترنت.

ففي أواخر الثمانينيات اجتاحت الطالب الإيطالي فرانشيسكو سيريلو حالة من انعدام الحماس. لقد نجح في اجتياز اختبارات السنة الأولى وكان مبتهجًا لذلك، لكنّه منذ ذلك الحين فقد دافعيته للدراسة، وقد شعر بالارتباك حيال ما كان يحدث له، وعزم على القيام بشيء بشأن ذلك.

راهنت نفسي - وقد كان الرهان مفيداً بقدر ما كان مهيناً - وقلت لنفسي: "هل يمكنك الدراسة - دراسة فعلية - لمدة 10 دقائق؟"

أخذ سيريلو مؤقِّتاً على شكل حبة طماطم من مطبخه، وضبطه لمدة 10 دقائق، وعزم خلال هذه الدقائق على الدراسة دون الاستسلام لأي مصدر إلهاء.

وقد فشلت تجربته، ولم يستطع أن ينجح في ذلك، ولكنّه صمّم على كسب الرهان؛ حيث حاول مراراً وتكراراً حتى تمكّن في النهاية من الاستمرار في الدراسة إلى سماع رنين المؤقِّت.

وبذلك، نشأت تقنية بومودورو (تقنية الطماطم). وقد أطلق سيريلو هذا الاسم على هذه التقنية لأنّ المؤقت الذي استخدمه كان على شكل حبة طماطم - "بومودورو" هي معنى كلمة طماطم بالإيطالية.

طوّر سيريلو تقنية الطماطم بعد أن نجح في كسب رهانه مع نفسه، وأدخل عليها بعض التحسينات، وقد قام منذ ذلك الحين بتدريس التقنية في جميع أنحاء العالم، ووجد أنّها تساعد مستخدميها على:

  • الحد من القلق حول التسويف والوقت الضائع.
  • تحسين التركيز والانتباه.
  • الحد من مشتتات الانتباه.
  • زيادة الدافعية والحفاظ على ديمومتها.
  • البقاء على المسار الصحيح لتحقيق الأهداف الهامة.

دعونا نلقي نظرة على كيفية دمج تقنية الطماطم في أيام العمل:

الخطوة الأولي: حدد مهامك

تحتاج أولاً أن تضع قائمة مهام قبل أن تُطبّق تقنية الطماطم، وينبغي أن تُدرج على القائمة ما يلي:

  • الأشياء التي يجب عليك أن تفعلها اليوم.
  • مساحة فارغة للمهام غير المخطط لها والمهام العاجلة، بحيث يمكنك تدوين تلك المهام الطارئة فيها.

ينبغي ترتيب المهام الموجودة على القائمة حسب أهميتها، ولمساعدتك في هذا الأمر قد ترغب في قراءة الدرس التعليمي السابق عن مصفوفة ايزنهاور.

يمكنك أيضاً أن تضع بجوار كل مهمة عدد فترات العمل التي تتوقع أن تستغرقها، وكلما مارست تقنية الطماطم، تصبح أفضل في وضع تقديرات دقيقة. يمكنك ترك هذا البند فارغاً في البداية إن كنت تفضل ذلك.

الخطوة الثانية: اضبط المؤقِّت

بمجرد انتهائك من وضع قائمة المهام الخاصة بك تصبح مستعدا للبدء في العمل ذلك اليوم، ولكن عليك أن تضبط المؤقِّت قبل أن تبدأ. تقترح عليك إرشادات تقنية الطماطم أن تضبطه لمدة 25 دقيقة، ولكن يمكنك تحديد فترة زمنية أقصر إذا كنت في بداية استخدام هذه التقنية.

تُعرف مدة الوقت الذي تضبط المؤقِّت الخاص بك عليها باسم (بومودورو).

ملاحظة: قد ترغب في بدء يومك بضبط المؤقِّت وإنجاز قائمة المهام الخاصة بك خلال أول بومودورو (أول فترة عمل).

الخطوة الثالثة: ابدأ العمل على المهمة

ابدأ العمل على المهمة الأولى بمجرد بدء تشغيل المؤقت. أبقِ تركيزك على المهمة التي أنت في صددها خلال فترة العمل، ولا تقاطعها لتفحص الفيسبوك أو تويتر أو البريد الإلكتروني، وإذا رنّ الهاتف اترك الأمر لجهاز الرد على المكالمات، حيث ينبغي ألّا تقطع فترة عملك لأي سبب من الأسباب باستثناء الحالات الطارئة. فكما يقول سيريلو:

لا يمكن تقسيم فترة العمل الواحدة (بومودورو)؛ فلا يوجد ما يُسمى بنصف بومودورو أو ربع بومودورو.

عندما يرن المؤقِّت يجب أن تتوقف عن العمل. قد تكون منخرطاً في مهمة ما وتشعر بالرغبة في المتابعة، ولكن لا تستسلم لتلك الرغبة! ترك المهمة وهي غير مكتملة سيجعل من السهل عليك العودة إليها في فترة العمل التالية.

الخطوة الرابعة: تابع التقدم الذي أحرزته

عندما يرن المؤقِّت قم بإيقافه، ثم ضع مباشرةً إشارة X  بجوار المهمة التي كنت تعمل عليها في قائمة مهامك. ستدل تلك الإشارة على أنّك قد كرّست فترة عمل (بومودورو) لهذه المهمة. أضف إشارة X أخرى كلما قضيت بومودورو في العمل على المهمة. تتبُع وقتك بهذه الطريقة سيمنحك شعوراً بالإنجاز، وسيساعدك في تحسين قدرتك على تقدير الوقت الذي ستستغرقه لإنجاز المهام.

الخطوة الخامسة: خذ استراحة قصيرة

استرح، فأنت تستحق ذلك! اجعل مدة استراحتك في هذه المرحلة تتراوح ما بين ثلاثة إلى خمسة دقائق. يمكنك أن تأخذ استراحة أطول في وقت لاحق.

ينبغي عليك خلال هذه الاستراحة أن تتجنب كل ما يدفعك للبدء بمهمة عمل أخرى، فكما يقول سيريلو:

على سبيل المثال: لا تبدأ الحديث عن المسائل المتعلقة بالعمل مع أحد الزملاء، ولا تكتب رسائل بريد إلكتروني هامة، ولا تجري مكالمات هاتفية ضرورية، وما إلى ذلك؛ فالقيام بمثل هذه الأشياء من شأنه أن يعيق حالة الاندماج العقلي البنّاء التي تحتاجها لتصبح متحفزاً ومستعداً لبدء فترة العمل التالية.

وبدلاً من ذلك، اجعل الاستراحة فرصة للاسترخاء، ودعكَ ممّا كنت تعمل عليه خلال فترة العمل السابقة. قد ترغب خلال هذه الاستراحة في:

  • التمطط
  • شرب كوب من الماء
  • التنفس بعمق
  • التفكير بمخططاتك للمساء أو عطلة نهاية الأسبوع
  • المزاح أو الدردشة مع أحد الزملاء

الخطوة الخامسة: اضبط المؤقِّت مرة أخرى

بعد أن تنتهي فترة استراحتك تصبح على استعداد للعودة إلى العمل. اضبط المؤقِّت لفترة العمل التالية.

إذا كنت قد قررت أن تجعل فترة العمل أقل من 25 دقيقة، فاجعل باقي فترات العمل بنفس طول المدة.

عد للعمل بمجرد بدء تشغيل المؤقت، وعندما تنتهي فترة العمل تذكر أن تضع إشارة X في قائمة المهام.

الخطوة السادسة: خذ فترة راحة أطول

خذ فترة استراحة أطول لمدة 30 دقيقة بعد كل أربع فترات عمل. يمكنك في هذه الاستراحة أن تحضّر لنفسك كوباً من القهوة، أو أن تتفقد بريدك الإلكتروني والبريد الصوتي، أو أن تتبادل الحديث مع زملائك حول المسائل المتعلقة بالعمل، أو أن تستغل الوقت في الاسترخاء.

وتجنب التفكير في العمل الذي كنت تقوم به كما هو الحال مع الاستراحات الأقصر.

عد إلى العمل لأربع فترات عمل أخرى بعد انتهاء هذه الاستراحة.

إرشادات إضافية بخصوص تقنية الطماطم

تلك كانت تقنية الطماطم بإيجاز. اتبع الخطوات المذكورة أعلاه، وستُدهَش من زيادة إنتاجيتك.

كلما طبقت تقنية الطماطم، تطورت قدرتك على البقاء في حالة تركيز.

وإذا وجدت نفسك تكافح للحفاظ على تركيزك خلال فترات العمل، ضع في اعتبارك ما يلي:

أولاً: كن مستعداً للتعامل مع مشتتات الانتباه. قد تكون هذه المشتتات داخلية كتذكر مهمة كان عليك أن تنجزها الأسبوع الماضي، أو خارجية كمكالمة هاتفية أو استفسار من زميل في العمل.

يَسهُل التعامل مع المشتتات الداخلية، فكلما طرأ مشتت داخلي، سجِّله على قائمة المهام في الفراغ المتروك للمهام غير المخطط لها والعاجلة. يمكنك أن تقيّم مدى إلحاح المهمة وأهميتها في نهاية فترة العمل، وأن تقرر ما إذا كان يجب أن تكون بالفعل ضمن قائمة مهامك.

أمّا التعامل مع المشتتات الخارجية يتطلب أن تُدرِّب نفسك وأولئك الذين يعملون من حولك على التواصل في الأوقات المناسبة من اليوم؛ فإذا قام زميلك بمقاطعتك خلال إحدى فترات العمل، أَعلِمْه بأدب أنّك مشغول، وأخبره متى ستكون متاحاً. إنّ أفضل وقت لتبادل الحديث هو عندما يكون لديك استراحة لمدة 30 دقيقة بين سلسلة فترات العمل، وسيعتاد الذين يعملون معك بسرعة على عدم مقاطعتك عندما يكون المؤقِّت قيد التشغيل. ويشرح سيريلو ذلك بقوله:

ستدرك من خلال الممارسة عدد المرات التي يمكنك فيها تأجيل الأنشطة التي تبدو عاجلة إلى اليوم التالي، وفي الوقت نفسه ترضي الشخص الذي قدم الطلب.

ثانياً: لا تلم نفسك إذا واجهتك صعوبة أو فشل؛ فحتى مؤسس تقنية بومودورو لم يتمكّن من البقاء في حالة تركيز لمدة عشر دقائق كاملة في البداية. ستزداد فترة انتباهك مع مرور الوقت والممارسة. إذا لم تفلح في إكمال فترة عمل، استرح لمدة خمسة دقائق، وخذ نفساً عميقاً، ثم أعد ضبط المؤقِّت، وابدأ من جديد. إنّك تستطيع القيام بذلك!

لمَ لا تجرب ذلك الآن؟ قم بتنزيل ورقة المتابعة لتقنية بومودورو (Pomodoro Tracking Sheet) لكي تبدأ فيها، وأطلعنا على تقدمك في التعليقات.

نصائح أخرى لزيادة التركيز

هل ما تزال تعاني من أجل إبقاء تركيزك تحت السيطرة رغم استخدامك لتقنية الطماطم؟ إذاً يمكنك أن تجرب ما يلي:

  • تأمّل: يعتبر التأمل في جوهره تطبيقاً لتركيز الانتباه؛ فهو ميدان التدريب الأمثل لتلقين عقلك دروساً في الحفاظ على التركيز، كما أنّ له الكثير من الفوائد الصحية. هل تستطيع اقتطاع عشر دقائق في اليوم للجلوس في صمت؟
  • احجب الإنترنت: إنّني أستخدم تطبيق SelfControl المجاني للحفاظ على تركيزي أثناء عملي على جهازي الماك. يمكن لمستخدمي الويندوز استخدام تطبيق SelfRestraint، وهو مجاني أيضاً.
  • حاول تقسيم وقتك بطريقة مختلفة: هل ترى أنّ فترة العمل لمدة 25 دقيقة قصيرة بالنسبة لك؟ ما رأيك أن تتحدى نفسك في التركيز المكثف لمدة 90 دقيقة؟ أو يمكنك تجربة طريقة 40-20؛ بحيث تستغرق 40 دقيقة في العمل المكثّف، تتبعها استراحة لمدة 20 دقيقة.

المصادر

تصميم الجرافيك: يعود الفضل في تصميم الصورة الرمزية (Razor Blade) إلى Jonathan Higley ضمن مشروع (The Noun Project).

Advertisement
Did you find this post useful?
Want a weekly email summary?
Subscribe below and we’ll send you a weekly email summary of all new Business tutorials. Never miss out on learning about the next big thing.
Advertisement
One subscription. Unlimited Downloads.
Get unlimited downloads