() translation by (you can also view the original English article)
سنة جديدة سعيدة! إليك إحصائية جديدة تمنحك بعض الحكمة لكي تبدأ 2018 معها: فقط 13% من الموظفين حول العالم منجذوبون لوظيفتهم، وفقاً لـ Gallup.
ماذا عن الـ 87% الباقيين؟ لا يكرهون جميعاً وظائفهم. قد يكون بعضهم حتى ماهراً إلى حد كبير فيما يقوم به. لكن، ذهنياً وعاطفياً، هم شبه أموات. يعملون دون اهتمام كبير بعملهم، ويقومون بما يجب القيام به لكي يحصلوا على مرتبهم الشهري، وينتظرون طوال الوقت عطلتهم التالية.
إذا بدا هذا مألوفاً بالنسبة إليك، فلا تقلق -- أنت في المكان الصحيح. هذه المقالة ستساعدك على تصميم نوعٍ مختلف من الحياة في 2018: حياة تشعرك أكثر بالرضا، وتمارس فيها العمل الذي تحبه.
.jpg)
.jpg)
.jpg)
لكي أكون واضحاً، هذه المقالة ليست حول تحقيق أحلامك عن طريق الاستفادة من قانون الجذب. أنا لا أكن شيئاً تجاه هذه المقالات، لكنني أعتقد أن لدينا ما يكفينا منهم الآن، وحتى كونٌ شاسع لا يحتاج إلى مقالة أخرى من هذا النوع.
هذه المقالة عملية أكثر. إنها تريك ما هي الخطوات التي يمكنك اتخاذها حالاً، في بداية شهر يناير (كانون الثاني) في 2018، لكي تصل إلى الوظيفة التي تحبها. إنها تظهر لك كيف توازن بين السعي خلف شغفك وبين مسؤولياتك المالية تجاه نفسك وتجاه أي شخص آخر يعتمد عليك. وحتى لو لم تكن تعرف ما هو شغفك بعد، فإنها ستساعدك على اكتشافه.
في نهاية المقالة، ستكون قادراً على رؤية "القيام بما تحبه" كشيءٍ جدي ممكن يمكن السعي إليه من الآن، بدلاً من رؤيته كقفزة مخيفة أو مستحيلة إلى المجهول.
لذا، إذا كنت جاهزاً لبداية جديدة، فدعنا نبدأ.
1. ما هو شغفك؟
إذا كنت تعرف من الآن وبوضوح شديد ما ترغب القيام به في الحياة، فإن بإمكانك تجاوز هذا القسم والانتقال إلى القسم التالي. لكن بالنسبة للكثيرين منا، لا نمتلك إجابة واضحة ومحددة على سؤال الشغف. قد يكون هذا بسبب:
- أنت تعرف ما لا تحبه، لكن لا تعرف بالضبط ما تحب القيام به.
- أنت محتار بسبب وجود الكثير من الإهتمامات المختلفة.
- لديك شغف تجاه شيء يبدو من المستحيل أن تكسب لقمة عيشك إذا عملت فيه.
- لقد أمضيت الكثير من السنوات وأنت تقنع نفسك بأن تكون عملياً أكثر إلى أن تم دفن شغفك الحقيقي تماماً.
- لديك شيءٌ تهتم به، لكن لا تشعر باهتمام قوي يجعلك تطلق عليه اسم "شغف".
قبل أن تتمكن من السعي خلف شغفك، تحتاج أولاً إلى فهم ماهيته.
عرف الشغف
حسناً، دعنا نوضح الأمر أكثر. أولاً، لكن واضحين حول ما نعنيه تماماً بعبارة "شغف". يمكن للكلمة هذه أن تكون مخيفة إلى حد ما بسبب ارتباطاتها مع الحب والرومانسية. إذا كان لديك شغف تجاه شيء، فهل يعني هذا أن عليه شَغلَكَ ليلاً ونهاراً، وأن لا تعود قادراً على النوم أو التفكير بشيء آخر غيره؟
باختصار، لا. انسى روميو وجولييت -- في مجال الوظيفة، "الشغف" يعني ببساطة الاهتمام القوي أو الحماسة تجاه موضوعٍ أو نشاطٍ معين. لذا، لا تفرط في التفكير أو تتوقع الكثير -- إذا كنت تستمتع بشيء وتحب أن تمارسه كوظيفة، فإن هذا هو شغفك، حتى لو لم يكن يسبب لك خفقاناً في القلب أو رعشة.
انسى التطبيق العملي (فقط لبعض الوقت)
أعرف أنني قلت أن هذه هي مقالة عملية، لكن تحملني قليلاً. في هذه المرحلة، من المهم أن تنسى الجانب العملي من الأمر لوهلة. وهذا بسبب كون الكثيرين منا قد تم تدريبنا على الإيمان بأن بعض الوظائف المعينة (مثل فن الكتابة) هي وظائف "غير عملية" وأن وظائف أخرى (مثل المحاسبة والصيانة الكهربائية) تعتبر "عملية". هذا قد يقودنا إلى نبذ إمكانيات فعلية بسبب عدم أخذها بعين الاعتبار كما يجب.
لذا يجب أن ننفصل عن معتقداتنا السابقة وأن نكون أحرار وقادرين على القيام بعصف ذهني دون أي قيود. لاحقاً، سنعود إلى الجوانب العملية المتعلقة بكسب المال وإيجاد الوظائف. لكن في هذه المرحلة، تظاهر بأنك فزت باليانصيب للتو وأنه ليس عليك أن تقلق حول المال. ما الذي ستقوم به في هذه الحالة؟
اسئل نفسك أسئلة محددة
إذا كان السؤال "ما هو شغفك؟" يجعلك غير قادرٍ على الإتيان بجواب، فربما عليك ببساطة أن تسأل أسئلة مختلفة. الإجابة هي في مكانٍ ما هناك، ولكنها قد تكون مدفونة في عقلك الباطن، أو ربما لست قادراً على تكوين اربتاط مع هذه المصطلحات.
اسئلك نفسك أشياء مثل:
- ما الذي كنت تستمتع القيام به وأنت طفل؟
- ما الذي كنت سراً تحلم بالقيام به أثناء نشئتك؟
- ما هي الجوانب الحالية في عملك أو وظيفتك والتي تمنحك أكبر قدرٍ من المتعة؟
- ما الذي كنت ستقوم به لم يكن عليك أن تكون مسؤولاً بدرجة كبيرة طوال الوقت؟
- اذكر خمسة أشياء مجنونة تحب أن تجربها في يومٍ من الأيام.
يمكنك أن تجد المزيد من الأسئلة المشابه في القسم الثالث من مقالتي حول إنشاء عملٍ صغير مربح.
عندما تنتهي من الإجابة على هذه الأسئلة، ابحث عن أنماط معينة في إجابتك. هل هنالك نوع نشاط أو عمل معين تكرر عدة مرات؟ مجدداً، لا تصدر إحكاماً على إجاباتك ولا تهمل أي شيء. حتى لو بدا شغفك لا يبدو عملياً كوظيفة، فقط اكتبه الآن. إن كل هذا جزء من عملية الإجابة على سؤال، "ما هو الأمر الذي أحبه؟"
اسمح لنفسك بأكثر من واحد
بعض الناس لديهم شغف واحدٌ واضح، بينما لدى الآخر عدة أمور يشعرون بالشغف تجاهها. استرخِ - لا بأس بكلا الأمرين. فقط اعصف ذهنياً دون قيود، ولا تحاول أن تسعى للحصول على عدد معين من الإجابات.
في بقية هذه المقالة، سأتكلم عن "الشغف" بالصيغة المفرد، فقط لأن هذا أسهل من كتابة "شغفك أو الأمور الشغوف بها" في كل مرة. إذا كان هنالك العديد من الأمور التي تعتبرها شغفك فإنه ما يزال بإمكانك متابعة قراءة هذه المقالة واستعمال العملية نفسها.
2. ابحث عن الأمور الممكنة
حسناً، يمكننا الآن أن نرجع إلى الجوانب العملية. أنت تعرف ما هو شغفك. كيف يمكنك جني المال منه؟ كيف يمكنك القيام بما تحبه؟
كن منفتحاً فكرياً هنا. بعض الإمكانيات قد تبدو بعيدة أو لا يمكن الوصول إليها الآن، لكن لا بأس. سنقوم بالمزيد من العمل لاحقاً لكي نعرف كيف تصل إلى ما تريد. فقط اكتب كل الوظائف الممكنة.
هل يمكنك بدء عملك الخاص؟ الحصول على وظيفة لدى شركة حالية؟ أن تعمل بها بشكل حر (بالإنجليزية Freelancing)؟ أن تعمل في مجال ذا صلة ويعطيك القدر نفسه من الرضا؟ ما هي أنواع الوظائف المتوافرة؟
على سبيل المثال، إذا كان شغفك هو الكتابة، فإليك بعض الوظائف الممكنة:
- روائي (تقليدي أو ينشر ذاتياً)
- مدون يعمل بشكلٍ حر
- مراسل صحفي
- كاتب في مجلة
- كاتب مسرحي
- محرر
- مالك لشركة نشر خاصة بك
- كاتب لدى شركة معينة (كتاب مواد مطبوع خاصة بالأعمال)
- كاتب مواد إعلانية
هذه فقط قائمة قصيرة جداً لكي تعطيك فكرة -- يمكنك بسهولة توسيعها. لاحظ أن بعض هذه العناصر قد يبدو مثيراً أكثر بالنسبة لك، بينما ستبدو العناصر الأخرى كخيارات وظيفية أكثر "عمليةً".
الأمر نفسه سيكون صحيحاً في أي مجال قد تختاره: سيكون هنالك خيارات أكثر أماناً وخيارات جامحة أكثر. لاحظ ردات فعلك، لكن لا تتخلص من أي شيء في هذه القائمة خلال هذه المرحلة، حتى لو كان مملاً جداً أو غير عملي إلى حدٍ كبير. امنح نفسك أكبر مدة ممكن.
3. ارسم خريطة
أنت تعرف الآن شغفك، وأصبحت محدداً أكثر وذكرت بعض الوظائف أو المهن الممكنة. اختر الوظيفة التي تثيرك بأكبر قدر. هذه هي وجهتك.
مع ذلك، لن تكون على الأغلب قادراً على الوصول إلى وجهتك مباشرة من المكان الذي تقف فيه حالياً. قد تكون محظوظاً وقادراً على التقدم ببساطة إلى وظيفة أحلامك ومن ثم الحصول عليها، لكن من المتوقع أكثر أن يأخذ هذا بعض الوقت، وستحتاج إلى خريطة لكي تجد الطريق المؤدي إليها.
مثلا، دعنا نختر مثالاً آخر ولنقل أنك رغبت في أن تصبح جراح أعصاب. العملية نفسها ستختلف بحسب البلد، لكنها ستبدو شيئاً مشابهاً لما يلي:
- احصل على شهادة طبية جامعية.
- أكمل بعض الأعمال التي تلي التخرج.
- اعمل كمتدرب
- قم بإتمام بعض التدريبات المسندة إليك وتخطى إختباراتك.
- احصل على شهادة جراحة الأعصاب.
- جد وظيفة في مشفى وابدأ العمل كجراح أعصاب.
العملية كلها ستأخذ سنوات. وبالاعتماد على النقطة التي تبدأ منها، قد تحتاج إلى إضافة خطوات إضافية، مثل الحصول على المؤهلات المدرسية الضرورية التي تسمح لك بالتقدم للشهادة الطبية، في حال لم تكن متوافرة لديك من الآن.
إذا لم تكن متأكداً من الكل الخطوات حالياً، فلا تقلق -- فقط قم ببعض الأبحاث الأساسية. يمكنك أن تعرف المزيد من التفاصيل لاحقاً. الفكرة هي أن تحصل فقط على فكرة عامة عن نوع الرحلة التي ستقوم بها.
ولا تتردد في أن تكون مبدعاً في طريقة رسمك للخريطة -- انا استعملت فقط قائمة بسيطة مرقمة، لكن يمكن رسم خريطة فعلي إذا كنت تحب، مع إظهار التضاريس التي ستمر بها والمخاطر التي قد تواجهها. جعل الخريطة مرحة ومرئية يمكن أن يساعد على جعلها تبدو واقعية أكثر.
قد يستحق الأمر إتمام عدد من الخرائط المختلفة لكل وجهة. مثلاً، كبديل عن كونك جراحاً عصبياً فإن بإمكانك أن تصبح ممرضاً للأمراض العصبية (بالإنجليزية Neuroscience Nurse)، اختصاصي بالأشعة (بالإنكليزية Radiologist)، عالم أعصاب أكاديمي يمارس الأبحاث دون جراحة، أو مجموعة أخرى من الإمكانيات المتنوعة. ارسم بعض الخرائط الأخرى، لكي ترى فقط كيف تبدو.
ابدأ بإنهاء الخريطة التي تحب أن تمشي عليها كخيارٍ أول. يمكنك أن تخبئ الخرائط الأخرى للاحتياط حالياً.
4. اطلب المساعدة
والآن وبعض أن أصبحت وجهتك واضحة قليلاً وصرت ترى كيف تبدو الرحلة، فإن الوقت قد حان لكي تطلب المساعدة خارجياً.
لا يمكن أن تطلب من أحد أن يقوم بالرحلة بدلاً عنك، بدون شك، لكن يمكنك أن تطلب بعض النصائح والتوجيهات. اكتب قائمة بالأشخاص الذين حققوا ما ترغب أنت القيام به، وتواصل معهم واطلب النصح والمساعدة. الكثير من الناس يحبون أن يمدوا يد المساعدة لشخصٍ يبدأ حديثاً.
مثلاً، هل كنت تعلم أن مارك زوكربرغ (Mark Zuckerberg) طلب المساعدة من ستيف جوبز (Steve Jobs) في أيامه الأولى في فيسبوك؟ استعمل زوكربيرغ مؤتمر Macworld السنوي كإلهام لمؤتمر F8، كما استراتيجية التوظيف الخاصة بناصحه والتي تقوم على التعرف على الموظيفن الجدد المحتملين عن طريق المشي معهم لمسافات طويلة في الطرقات المحاطة بالأشجار قرب مكتبه.
طبعاً، بعض الناس سيكونون مشغولين. لا تطلب الكثير سلفاً -- فقط اسئل بضع أسئلة معينة حول الأمور التي تحتاج مساعدةً فيها. وستستفيد أكثر في حال كنت على علاقة مسبقاً مع الشخص أو كان صديقاً لصديقك، أو إذا كان بإمكانك القيام بشي لطيف تجاه الشخص، مثل شراء كتابه وكتابة مراجعة رائعة عنه (على افتراض أنك أحببته) أو مدح عمله على وسائل التواصل الإجتماعية.
مع ذلك، يمكنك توقع أن بعض الناس لن يستجيبوا على الإطلاث، والآخرون قد يرفضون بطريقة مهذبة. لكن إذا تواصلت مع عدد كافٍ من الناس باستخدام رسائل إلكترونية لبقة تطلب فيها مساعدة محدود، فإنك على الأغلب ستحصل على رد واحدٍ إيجابي على الأقل. لا يوجد ما هو أفضل من التعلم من الأشخاص الذي خطوا مسارك، والاتصالات التي تكونها معهم قد تجلب لك فوائد غير متوقعة لاحقاً.
5. جد توازناً
بالرغم من أن بعض الناس اصحاب الإمتيازات سيكونون قادرين على التركيز 100% على شغفهم دون الاهتمام بالمال، إلا أن معظمنا عليه دفع أجور وفواتير. بعضناً لديه ديون متراكمة. الكثير منا لديه مسؤوليات أخرى هامة، مثل الاعتناء بأعضاء العائلة. هذه المسؤوليات قد تجعل القيام بما تحب يبدو أكثر صعوبة، لكنك ما يزال بإمكانك الوصول إلى هناك.
إذاً كيف يمكنك أن تجد توازناً بين تلبية إحتياجاتك الملحة والسعي خلف أهدافك طويلة الأمد المرتبطة بشغفك؟
في هذه المرحلة قد تحتاج إلى إجراء تعديلات على الخطة التي رسمتها سابقاً. حتى لو لم تختلف نقطتا البداية والنهاية، سيكون على بعض الناس السير في طرقٍ مختلفة بالاعتماد على ظروفهم الخاصة.
على سبيل المثال، لنتفرض وجود شخصين يعملان حالياً في وظائف البيع التجزئة، لكن لديها شغف تجاه الفنون المرئية. الفرق هو أن نيكولا في العشرينيات من عمره ووالداه ثريان وليس عليه مسؤوليات، بينما سارة هي أمٌ لولدين صغيرين ولديها زوجٌ يعاني من مرضٍ مزمن يمنعه من العمل.
ستبدو خريطة نيكولا مشابهةً لما يلي:
- ترك وظيفتي الحالية.
- السفر إلى توسكانا (Tuscany) في إيطاليا والإقامة هناك سنة أو سنتين ورسم ما أجد نفسي أرغب برسمه.
- الاستفادة من علاقاتي العائلية لكي أعرض لوحاتي في معرض SoHo في نيويورك (New York).
- اعمل كفنان بدوامٍ كامل.
خريطة سارة، من ناحية أخرى، قد تبدو اكثر شبهاً بالخريطة التالية:
- تخصيص ساعة من كل صباح للعمل على رسوماتي قبل الذهاب إلى العمل.
- الانضمام إلى برنامج تدريبي بدوامٍ جزئي للحصول على شهادة فنية.
- استعمال هذه الشهادة للحصول على وظيفة متعلقة بالمجال الفني، مثل التدريس، إدارة معرض أو متحف، إلخ.
- متابعة الرسم، واستخدام علاقاتي التي أكونها في وظيفتي الجديدة لكي أبني مجموعة عرض.
- البدء ببيع بعضٍ من لوحاتي لكي أدعم دخلي.
- عند بنائي لمجموعة كافية من الأعمال الفنية وعندما أتمكن من بيع أعمالي بشكلٍ منتظم وبأسعار مرتفعة بما يكفي، فإنني أسعى أخيراً لترك وظيفتي ولأن أصبح فنانةً بدوامٍ كامل.
هذه أمثة مبسطة طبعاً. مسار نيكولا قد لا يكون سهلاً جداً فعلياً، بالرغم من وضعه المادي الجيد وعلاقته، ومن المحتمل دوماً أن تكون رسومات سارة جيدةً جداً بحيث لا يكون عليها أن تخطو الطريق الطويل في نهاية الأمر.
الفكرة التي أريد توصيلها هي أن ظروف الناس مختلفة، وبالنسبة للعديد منا، القفزة إلى ما هو غير معروف ستكون غير ممكنة. لكن ما يزال بإمكاننا السعي خلف شغفنا وتحقيق أهدافنا، بالإضافة إلى المحافظة على توازن وتلبية إلتزاماتنا.
الشيء الهام الذي يجدر بك تذكره هو أنه وبالرغم من أن خريطتك قد تتطلب بعض التعديل، فإن وجهتك ستبقى نفسها. ليس عليك أن تتخلى عن شغفك لأن لديك أولاداً صغار أو لأن هنالك ديوناً متراكمة عليه، أو لوجود والدٍ مريض يجدر بك الاعتناء به. قد يون عليك السير في طريقٍ أطول قليلاً، لكن طالما أنك تبقي عيونك ثابتةً على وجهتك، فإن بإمكانك الوصول إلى هناك.
خاتمة: اخطُ الخطوة الأولى اليوم
الحقيقة هي أن الكثير منا لا يسعى خلف شغفه. نقرر ترك شغفنا، ونعتبر أنفسنا أناساً أنانيين جداً أو غير عمليين، أو ببساطة يصيبنا الإرباك والخوف بسبب كل الأمور الأخرى التي تجري في حياتنا.
لكن يمكنك أن تكون مختلفاً. لقد بينت لك في هذه المقالة أن السعي خلف شغفك ليس حلماً غير قابلٍ للتطبيق، بل مجرد مجموعة من الخطوات التي عليك السير عليها لكي تصل إلى وجهتك المرغوبة. الرحلة أمامك قد تكون رحلةً طويلة، لكن من المعروف لدى الجميع أن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوةٍ واحدة.
لذا اخطُ الخطوة الأولى اليوم. إذا قرأت هذه المقالة دون أن تقوم بالتدريبات، فارجع إلى الوراء وقم بها. اكتشف ما هو شغفك، ابحث عن الوظائف الممكن في هذا المجال، وارسم خريطة للأمور المطلوبة لكي تنتقل من مكانك الحالي إلى المكان الذي ترغب أن تكون به.
أو، في حال كنت قد نفذت كل ذلك، فاخطُ خطوةً أخرى. أرسل بريداً إلكترونياً، تقدم لبرنامجٍ تدريبي، ابدأ مدونة، سجل في صفٍ تعليمي.
ومن ثم عد إلى خريطتك وابدأ بإضافة تواريخ إلى كل مرحلة فيها. إذا كان ضرورياً، أضف خطوات فرعية أصغير -- كلما كان بإمكانك تجزئة الأمور إلى كتلٍ يمكن إدارتها، كلما كان من الأسهل تعقب تقدمك. اسمح لخريطتك أن تنمو وأن تتطور.
التزم كل يوم بتنفيذ خطوة صغيرة تقربك إلى هدفك الكبير كل يوم. حتى لو كانت مجرد كتابة منشور مدونة أو العمل نصف ساعةٍ على شيءٍ إبداعي، قم بشيءٍ صغيرٍ واحد كل يوم يقربك قليلاً إلى هدفك النهائي، ألا وهو القيام بما تحب.
ومن ثم استمر في المشي على هذه الخطوات الصغيرة حتى يصبحوا، قبل أن تعرف، رحلة من ألف ميل. يمكنك ممارسة ما تحب ممارسته إذا بدأت بالتوجه في الاتجاه الصحيح.
