Advertisement
  1. Business
  2. Management

ما هي المشكلات المتعلقة بالتفكير الجمعي، وكيف تتجنبها؟

Scroll to top
Read Time: 12 min

Arabic (العربية/عربي) translation by Haifaa Ali (you can also view the original English article)

يعتبر العمل بروح الفريق والاتحاد أموراً جيدة في عالم الأعمال، أليس كذلك؟

نعم ولا. من الجيد -بالطبع- أن ينسجم الموظفون ويتعاونوا مع بعضهم البعض، ولكن إذا زاد ذلك التعاون عن حده فقد يؤدي هذا إلى مشكلة جوهرية ألا وهي التفكير الجمعي؛ حيث تميل الفِرق التي تعاني من التفكير الجمعي إلى اتخاذ قرارات أسوأ وإغفال العثرات المحتملة، وهذا بدوره قد يكون له عواقب وخيمة على الشركات والمشاريع التجارية.

what is groupthinkwhat is groupthinkwhat is groupthink
من أعراض التفكير الجمعي اتفاق أعضاء الفريق دون أن يكون هناك أي آراء مخالفة. (مصدر الصورة: Envato Elements)

ستتعلم من خلال هذا الدرس التعليمي ماهية التفكير الجمعي وسبب كونه مشكلة في عالم الأعمال، ثم ستتعلم كيف الاستدلال على التفكير الجمعي وكيفية تفادي حدوثه في مجموعات العمل الخاصة بك، وسنناقش أيضاً بعض الأمثلة المتعلقة بالتفكير الجمعي والمستمدة من واقع الحياة.

1. ما هو التفكير الجمعي؟

في البداية، دعونا نُعرِّف التفكير الجمعي. يعود أصل هذا المصطلح إلى علم النفس، حيث صاغه عالم النفس ايرفينغ جانيس عام 1971 في ورقة بحثية بارزة حول دور عملية اتخاذ المجموعة للقرارات في الأخطاء التاريخية للسياسة الخارجية الأمريكية، وقد وجد أنّ مثل هذه العمليات لاتخاذ القرارات لم تكن ناجحة دائماً، ويرجع ذلك بدرجة كبيرة إلى أنّ درجة الأولوية التي كان الناس يعطوها للتوافق والانسجام أعلى من تلك التي كانوا يعطوها للتفكير العقلاني؛ فقد كانوا لا يفكرون كأفراد، بل كمجموعة.

فيما يلي تعريف بسيط للتفكير الجمعي من الموقع الإلكتروني لمجلة Psychology) (Today:

"يحدث التفكير الجمعي عندما يتخذ مجموعة أشخاص ذوي نوايا حسنة قراراتٍ غير عقلانية أو غير مثالية بدافع تحقيق التوافق أو تثبيط المعارضين أصحاب الآراء المخالفة."

عندما يعمل الفريق وفق طريقة التفكير الجمعي فإنّه سيحجر على النقاشات أو وجهات النظر الأخرى، وسيلتزم بوجهة نظر محددة، وسيغض الطرف عن أي علامات تحذيرية أو بيانات متناقضة. قد يكون هذا ممتازاً بالنسبة لأمور كروح الفريق وهوية المجموعة والتي غالباً ما تكون أموراً إيجابية، ولكنّه لن يكون جيداً في بيئة اتخاذ القرارات.

يمكن أن يتسبب التفكير الجمعي بحدوث مشكلات مثل:

  • قرارات خاطئة
  • إقصاء الجهات الخارجية أو المعارضين
  • قلة الإبداع
  • عدم الالتفات إلى المشكلات المحتملة
  • مقاومة الأفكار الجديدة
  • الإذعان المفرط للشخصيات أو الجهات ذات النفوذ
  • تصديق الحقائق التي تدعم الآراء الموجودة فقط

سنطّلع إلى تفاصيل أكثر عن هذه المشكلات -خصوصاً فيما يتعلق بمجال الأعمال- في القسم التالي من هذا المقال.

2. لماذا يشكِّل التفكير الجمعي مشكلة في مجال الأعمال؟

إذا كنت ترغب في أن تكون ناجحاً في عالم الأعمال فعليك أن تتخذ قرارات جيدة، ولكنّ التفكير الجمعي قد يحول دون ذلك عن طريق إخماد النقاشات.

تخيل -على سبيل المثال- أنّك ستطلق موقعاً إلكترونياً جديداً للشركة، وبصفتك رئيساً للشركة فإنّك قد صممت الموقع بنفسك وقد أخبرك جميع موظفيك أنّ الموقع يبدو رائعاً وأثنوا على إبداعك، إلا أنّ شخصاً انضم حديثاً للفريق أثار بعض المخاوف، ولكن سرعان ما تم إخمادها من قبل الآخرين.

وبالتالي، لكونك متحمساً تجاه هذا الموقع الجديد فإنّك تمضي قدماً وتقوم بإطلاقه، ثمّ احزر ماذا حدث؟ الزبائن لم يُعجَبوا به إطلاقاً؛ حيث أنّه يحتوي على مشاكل واضحة لم يذكرها أحد مثل وجود خلل في طريقة عمل عربة التسوق الإلكترونية وعدم وجود تفاصيل حول بيانات الاتصال، كما أنّ التصميم يبدو بدائياً للغاية لدرجة أنّ العديد من المواقع المشهورة تُصنِّفه كمثال للطريقة التي ينبغي ألّا يتم تصميم الموقع الإلكتروني وفقها، وكان ذلك اليوم يوماً حافلاً بالنسبة للمستهزئين في موقع تويتر، وتتعرض سمعة شركتك للإساءة.

يُعدُّ هذا السيناريو مثالاً للكثير من مشكلات التفكير الجمعي التي اطّلعنا عليها في القسم الأول من المقال؛ حيث أبدى موظفوك إذعاناً مفرطاً لك باعتبارك رئيساً للشركة، ولم يرغبوا في إزعاجك بإخبارك أنّ الموقع الإلكتروني كان سيئاً، أو ربما كانوا خائفين مما قد يحصل لو صارحوك بالأمر. لقد أسكتوا صوت المعارضة الوحيد وقاوموا الأفكار الجديدة التي كان أحدهم يحاول أن يعرضها، فكانت النتيجة أنّك كنت غافلاً عن مشكلة كبيرة كانت تلوح في الأفق (الموقع الإلكتروني السيء) كما أنّك خسرت مالاً وسمعةً على حدٍ سواء.

تستطيع اتخاذ خطوات في سبيل منع حدوث التفكير الجمعي إذا عرفت إجابة السؤال التالي: كيف يتم حدوث التفكير الجمعي؟ لتوضيح هذه المشكلات بصورة أكبر دعونا نلقي نظرة على مثال من واقع الحياة عن التفكير الجمعي.

دراسة حالة عن التفكير الجمعي: شركة Enron

عندما انهارت شركة انرون (Enron) العملاقة العاملة في مجال الطاقة عام 2001 صُدم الكثير من الناس - ومن ضمنهم أفراد من مجلس إدارة الشركة كان ينبغي عليهم أن ينتبهوا للعلامات التحذيرية ويتوقعوا ما كان سيحدث.

تبين أستاذة القانون مارلين أ. أوكونور (Marleen A. O’Connor) في دراسة مفصلة عن انهيار شركة انرون أنّ التفكير الجمعي كان عاملاً أساسياً في سقوط الشركة؛ حيث كانت الشركة لسنوات عديدة تتنصل من الالتزام بمدونة القواعد الأخلاقية الخاصة بها وتستخدم المعاملات مع ما يسمى بـ "الشراكات مع الأطراف ذات الصلة" لتضخيم عائداتها بمليارات الدولارات. كما أنّ أعضاء مجلس إدارة الشركة -وهم مجموعة من رجال الأعمال ذوي الخبرة الذين كان ينبغي عليهم الانتباه إلى العلامات التحذيرية- لم يدركوا بطريقة أو بأخرى ما كان يحدث إلا بعد فوات الأوان. وفي الواقع، لقد وافقوا على العديد من التنازلات المتعلقة بمدونة القواعد الأخلاقية الخاصة بالشركة وهذا أدى إلى تفاقم الأزمة.

حللت الأستاذة أوكونور مشاورات مجلس الإدارة في ورقتها البحثية وتوصلت إلى أنّ سيكولوجية التفكير الجمعي كانت متجذرة؛ حيث كان نجاح الشركة هائلاً على مدار سنوات عديدة، ولم يرغب أحد في المساس بذلك من خلال خلق تعارضات وطرح أسئلة شائكة -أسئلة كانت ستمنع حدوث الكارثة.

لم يكن أعضاء مجلس الإدارة وحدهم من هم على خطأ، فالدراسة تشير إلى:

"... قلة حرص بقية المستأمنين على الشركة مثل المحللين والمدققين والمستشارين الخارجيين والمؤسسات الاستثمارية ووكالات التصنيف الائتماني والصحفيين والمستثمرين المصرفيين والمراقبين."

بعبارة أخرى، كان هناك العديد من الأشخاص الذين كان يمكنهم أو كان ينبغي عليهم اكتشاف المشكلات في شركة انرون مسبقاً، ولكنّ أحداً لم يفعل حيث كان التفكير الجمعي عاملاً قوياً في تلك الغفلة الجماعية. لقد حدثت ظواهر مشابهة أدت إلى حدوث أزمات مالية شتى، حيث يمتثل الأشخاص لآراء المجموعة مسببين فقاعات مضاربة استناداً إلى "الوفرة الطائشة".

هناك أيضاً قصص مشابهة أقدم بكثير مثل الحكاية الشعبية "ملابس الإمبراطور الجديدة" وفيها كان طفل صغير فقط هو من يملك الصدق والشجاعة ليكسر قاعدة التفكير الجمعي ويشير إلى أنّ ملابس الإمبراطور ليس لها وجود.

3. كيف تستدل على التفكير الجمعي؟

إذاً، كيف تتعرف على أعراض التفكير الجمعي الموجودة في مجموعتك؟ ما الذي يؤدي إلى التفكير الجمعي؟ وكيف تستدل عليه؟ فيما يلي بعض العلامات التحذيرية التي عليك الانتباه لها.

سنلقي نظرة على الأعراض الثمانية الأساسية للتفكير الجمعي التي حددها عالم النفس ايرفينغ جانيس في ورقته البحثية التي أعدها عام 1971، ولكن في حين أنّ ورقته البحثية كانت تتعلق بصناع القرار الحكوميين فإنّنا سنلقي نظرة على هذه الأعراض في سياق مجال الأعمال.

وهم الحصانة

عندما يكون التفكير الجمعي متجذراً فإنّك تعتقد أنّ القواعد المعتادة لا تنطبق؛ حيث أنّ الأمور التي قد تكون من الأفكار السيئة بالنسبة لمعظم الشركات (التوقف عن تطبيق القواعد الأخلاقية على سبيل المثال) ستظنها مناسبة بالنسبة لك لأنّ شركتك استثنائية! أو ربما تعتقد أنّ القواعد قد تغيرت بسبب التقنية الجديدة الرائعة التي تستخدمها، وأنّ المعارضين هم أصحاب الفكر الاقتصادي القديم الذي ولّى عهده وانقضى "والذين لن يفهموا الأمر".

التبرير الجماعي

لأنّك تعتقد أنّ مجموعتك تتمتع بالحصانة فإنّ أية حقائق أو بيانات تدل على ارتكاب خطأ ما ستعتبرها غير صحيحة. على سبيل المثال، إذا حذّر أحد الموظفين في قسم الحسابات من وجود خطأ في كشف الميزانية فإنّ الفريق الذي يعمل وفق طريقة التفكير الجمعي سيختلق تبريرات جماعية لتفسير الأمر مثل: إنّ ذلك الموظف ارتكب خطأً، أو أنّ لديه مخطط لزعزعة المجموعة، أو أنّ ينشر معلومات خاطئة بسوء نية.

الإيمان بأخلاقيات المنتمين للمجموعة

تعتبر الأخلاقيات مهمة في نظرية التفكير الجمعي؛ فالناس عموماً لا يتخذون قرارات خاطئة، ويقمعون المعارضين لأنّهم أشرار أو لأنّ لديهم نوايا سيئة. على النقيض، يؤمن الناس بشدة في حالة التفكير الجمعي بأنّهم أناس طيبون يقومون بالعمل الصائب، وإحساسهم بأنّهم على حق يعينهم على تبرير القيام بأمور كالالتفاف حول القانون أو التصرف بطريقة غير أخلاقية، وفي الأساس هم يؤمنون أنّ الغاية تبرر الوسيلة.

الصور النمطية السلبية تجاه الذين لا ينتمون للمجموعة

كان المقصود بـ "الذين لا ينتمون للمجموعة" في ورقة البحث الأصلية للعالم جانيس أعداء الولايات المتحدة في ذلك الوقت مثل كوبا والإتحاد السوفييتي. النظر إلى الأعداء بطريقة نمطية مبسطة يساعد في تعزيز هوية المجموعة والعقلية المتعصبة تجاه الآخرين، بل يؤدي أيضاً إلى اتخاذ قرارات فاشلة بناءً على افتراضات خاطئة. هذا يمكن أن ينطبق أيضاً على مجال الأعمال، فإذا وجدت أفراداً يشوهون صورة الشركات المنافسة أو حتى المجموعات المنافسة داخل الشركة التي تعمل بها فقد يكون التفكير الجمعي متجذراً.

الضغط المباشر على المعارضين

أحد العناصر الأساسية في نظرية التفكير الجمعي هو قمع المعارضة؛ حيث أنّ المجموعة ملتزمة للغاية بما تراه صواباً لدرجة أنّ الأشخاص الذين يطرحون أسئلة تهدد تماسك المجموعة يتعرضون لضغط شديد لكي يتوقفوا عن ذلك. في سياق العمل، يمكن أن يكون ذلك مؤثراً للغاية -لأنّ الموظفين يعتمدون على أعمالهم في دفع فواتيرهم وإعالة أُسرهم، وبالتالي إذا طُلِب منهم التوقف عن إثارة المشاكل فسوف يتعلمون بسرعة الامتثال للأوامر، وسيترسخ التفكير الجمعي بصورة أكبر.

الرقابة الذاتية

في البيئة التي تُعامَل فيه الآراء البديلة وكأنّها "أخبار سيئة" والتي يُعاقَب فيها جالبو تلك الأخبار فإنّ المرحلة التالية كما يبدو ستكون الرقابة الذاتية. هذا ما حدث في مثال الموقع الإلكتروني الذي ذكرناه سابقاً: أدرك الأشخاص من خلال تجربتهم السابقة أنّ النقد لن يكون موضع ترحيب لذلك آثروا البقاء صامتين.

وهم وجود الإجماع

عندما ينشغل أفراد المجموعة بالرقابة الذاتية ينشأ إحساس زائف بوجود الإجماع. في حكاية "ملابس الإمبراطور الجديدة" كان الجميع يعتقدون في سرهم أنّ الإمبراطور لا يرتدي أي ملابس، ولكن لأنّ أحداً لم يجهر بذلك كان يبدو أنّ هناك إجماعاً في الرأي بأنّ ملابس الإمبراطور جميلة وأنيقة، وهذا يشكل ضغطاً أكبر على الأشخاص لكي يبقوا صامتين حتى يتجنبوا الظهور بمظهر المغفل.

حراس عقلية المجموعة

استخدم جانيس مصطلح "حراس عقلية المجموعة" لوصف أفراد داخل المجموعة يأخذون على عاتقهم حماية بقية الأعضاء من المعلومات التي تهدد استقرار وإجماع المجموعة وتتنافى معه. على سبيل المثال: عند عرض آخر المستجدات المتعلقة بأداء الشركة سيقوم حارس عقلية المجموعة بإزالة أية رسومات بيانية تُظهر الأهداف التي لم يتم تحقيقها وسيُبقي على الرسومات البيانية التي يرتفع فيها الخط البياني بصورة ملفتة. ولكن المعلومات المتعلقة بالأهداف التي لم يتم تحقيقها كانت على الأرجح ستساعد الفريق في تحديد المشكلات محتملة الحدوث وإيجاد حلول فعّالة لها.

4. كيف تمنع حدوث التفكير الجمعي في مجموعتك؟

إذا كانت بعض الأعراض المذكورة أعلاه تبدو مألوفة بالنسبة لك فقد تكون مشكلة التفكير الجمعي موجودة في مجموعتك. في هذا القسم من المقال سنلقي نظرة على كيفية تفادي التفكير الجمعي وكيفية التصدّي له إذا كان قد بدأ في الرسوخ.

عيّن شخصاً مهمته الاعتراض

إنّ أحد أبسط الطرق لتجنب التفكير الجمعي هو إسناد دور "الاعتراض" لأحد أعضاء الفريق عند كل اجتماع، ويتمثل دور ذلك الشخص في إثارة الشكوك حول الآراء المتفق عليها من خلال طرح أكبر عدد ممكن من الاعتراضات والحجج المضادة.

لن يشعر ذلك الشخص بوجود قيود تمنعه من توجيه النقد لأنّه وُكِّل بالقيام بهذا الدور، وقد تفرض بعض النقاط التي يطرحها على المجموعة تغيير آرائها أو على الأقل التفكير بتمعن أكبر بشأنها.

اجعل قائد المجموعة آخر من يدلو بدلوه

غالباً ما يسارع أعضاء الفريق في حالات التفكير الجمعي إلى الاتفاق مع آراء قائد المجموعة أو الأعضاء البارزين. إذا كان هذا يحدث في مجموعتك فضع في اعتبارك أن تطلب من هؤلاء الأشخاص البارزين البقاء صامتين حتى يقول الآخرون ما لديهم.

على سبيل المثال: إذا كنت تعقد اجتماعاً لكي تختار بين تصميمين جديدين للشعار فالأمر الاعتيادي الذي قد يحدث في حالة التفكير الجمعي هو أن تبدي إعجابك بالشعار "أ" ثم يتفق الجميع مع رأيك. لذلك إذا كنت تريد مناقشةً أكثر موضوعية فلا تبدي رأيك مباشرة، ولكن قدِّم الخيارين دون إطلاق أي أحكام واطلب من بعض الأعضاء الأكثر هدوءاً أو الأقل رتبةً إبداء آرائهم أولاً.

ادعُ جهات خارجية

وجود خبراء خارجيين في اجتماعاتك يمكنه المساعدة في تفكيك عقلية المجموعة وتقديم آراء ووجهات نظر أخرى. إذا كانت الجهات الخارجية من الخبراء الذين لهم وزنهم في المجال فعلى الأغلب أنّ أعضاء المجموعة لن يعارضوهم كما أنّهم قد يجرون نقاشاً أكثر انفتاحاً عمّا هو معتاد لأنّهم يريدون أن يتركوا انطباعاً جيداً لدى الجهات الخارجية.

كافئ "النُقَّاد"

قد يكون من الصعب التخلص من التفكير الجمعي بعد أن يترسخ، لذلك من الأمور التي يمكنك القيام بها هي أن تصرِّح علناً بتقديرك للأشخاص الذين يقدمون ما قد يتم اعتباره "خبراً سيئاً".

على سبيل المثال: إذا أخبرك أحدهم أنّ المنتج الجديد الذي يعمل عليه فريقك يحتوي على خلل كبير سيؤخر إطلاق المنتج فاشكره علناً على تسليط الضوء عليه قبل أن يتم طرح ذلك المنتج للجمهور. عندما تفعل ذلك فإنّك تبين للجميع في فريقك أنّك لن تستاء من حامل الأخبار السيئة وأنّك تشجع الأشخاص على أن يكونوا صادقين بخصوص المسائل الهامة حتى لو شكّل ذلك تهديداً على توافق آراء المجموعة.

ليكن لديك تنوع أكبر

يمكن أن يكون التنوع ترياقاً قوياً مضاداً للتفكير الجمعي؛ حيث تزيد احتمالية ترسخ التفكير الجمعي عندما يكون جميع الأشخاص من بيئات متشابهة ولديهم تجارب وتطلعات متشابهة. وكما اكتشفنا خلال سلسلة التنوع في مكان العمل فإنّ توظيف أشخاص لديهم تجارب ووجهات نظر مختلفة يمكنه أن يغير الأمور ويؤدي إلى نتائج أفضل.

على سبيل المثال: أظهرت الأبحاث أنّ المجموعات المتنوعة تتخذ قراراتٍ أفضل كما اكتشفنا في المقال الذي يتحدث عن الميّزات الرئيسية لدعم التنوع في العمل:

"مجرد وجود التنوع في مجموعة يؤدي إلى توليد شعور بالغرابة، وتؤدي الحاجة لإلغاء هذا التوتر إلى أن تحل المجموعة المشاكل بشكل أفضل."

ما يعنيه هذا هو أنّك تستطيع المساعدة في تفادي التفكير الجمعي عن طريق تكوين فِرق أكثر تنوعاً. يمكنك تضمين اعتبارات متعلقة بالتنوع في ممارسات التوظيف الخاصة بك، ويمكنك أيضاً أن تبذل جهداً واعياً لخلط المجموعات داخل شركتك حتى يحتوي كل فريق على تنوع أكبر.

إذا كنت تريد معرفة المزيد يمكنك قراءة الدروس التعليمية التالية:

الخلاصة

لقد عرفت للتو إجابة السؤال التالي: ما هو التفكير الجمعي؟ وقد اطّلعنا أيضاً على بعض الأمثلة المتعلقة بالتفكير الجمعي والمستمدة من واقع الحياة.

يمكن أن يشكل التفكير الجمعي كارثة بالنسبة لعملك، فقد يؤدي إلى سوء اتخاذ القرارات وإلى الافتقار إلى نقاشات وحوارات صادقة وصريحة. وحتى لو لم ينهار عملك بطريقة مذهلة كما حدث مع شركة انرون فقد يسبب التفكير الجمعي مشكلات حقيقية وملموسة كخسارة في الإيرادات ونفور الزبائن وتصميم المنتجات بشكل رديء، كما يمكنه أن يخلق بيئة عمل محمومة لموظفيك مما يعني قلة الإنتاجية وارتفاع معدل دوران الموظفين.

ولكن لحسن الحظ هناك أمور يمكنك القيام بها. ألقينا أيضاً نظرة على كيفية تفادي التفكير الجمعي من خلال عدة استراتيجيات منها: تعيين شخص مهمته الاعتراض، وجعل قائد المجموعة آخر من يدلو بدلوه، وزيادة التنوع في المجموعات.

إذا وجدت هذا المقال مفيداً فلِمَ لا تقرأ بعضاً من دروسنا التعليمية الأخرى المتعلقة بالإدارة؟

Advertisement
Did you find this post useful?
Want a weekly email summary?
Subscribe below and we’ll send you a weekly email summary of all new Business tutorials. Never miss out on learning about the next big thing.
Advertisement
One subscription. Unlimited Downloads.
Get unlimited downloads